ملخص

الإسلام معناه الإخلاص لله ، الأركان الخمسة تنمي تفاني الفرد لله ، ومع ذلك فإن الهدف من كل الأركان يمتد إلى أبعد من ذلك إلى التمسك بالإخلاص لله في المجتمع . يتم التأكيد على الصلاة والزكاة في القرآن لأنهم خالدين وعالميين و يسهلوا أداء جميع الأعمال والأفعال الصالحة ، عندما يتم عملهم بشكل فردي وجماعي كمؤسسات فإنهم يمهدون الطريق للإسلام ليزدهر في حياتنا .
يمكن لمجموعة من التحديات الداخلية والخارجية إضعاف الولاء لله على المستوى الفردي والجماعي ، بما في ذلك الفقر والتصورات السلبية للإسلام والمسلمين من قبل الآخرين ، نقص الإستثمار في المنح الدراسية ، وكذلك التحدي المتمثل في الحفاظ على الحقوق والمصالح وتعزيزها كمجتمع مؤمن .
مادام ينظر للزكاة على أنها عمل خيري يتم منحها على أساس تفضيلات شخصية ، تعطى للخارج و للفقراء والمحتاجين فقط ، فإن قدرتها على التغلب على التحديات ستظل غير مستغلة بصورة صحيحة. إن الإطار والارشادات الواضحة لحساب الزكاة وجمعها وتوزيعها تثبت أنها قادرة على أن تكون مؤسسة منظمة بدلاً من مجرد عمل شخصي من الأعمال الخيرية .
إن المدى الذي تؤدي إليه الزكاة في تأسيس والتمسك والحفاظ على التبعية لله على المستوى المجتمعي يعتمد على الطرق التي يتم بها توزيعها .
هناك ثلاث خصائص للزكاة الفعالة : (1) تجميع الأموال ، (2) التركيز المحلي، (3) موازنة التوزيع على مصارف الزكاة الثمانية التي تحدث عنها الله في القرآن ( سورة 9 آية 60 ) .هذا المعيار الثالث للاحتياجات الفردية (للأفراد الذين يواجهون الفقر وضيق العيش) وكذلك للاحتياجات الجماعية - تحسين مفاهيم ومنظور الإسلام والمسلمين من قبل الآخرين ، والمنح الدراسية ، والحفاظ وحماية حقوق ومصالح المجتمع ككل. كلما استطعنا ضمان توزيع الزكاة من خلال هذه الخصائص الثلاث ، كلما اقتربنا من اطلاق قوتها التحويلية ، وكلما اقتربنا من جعل الزكاة تصبح حقا دعامة للإخلاص إلى الله في مجتمعنا .

المقدمة

الإسلام يعني الإخلاص لله سبحانه وتعالى . إنه يدل على حالة من التبعية ، إلى جانب مجموعة أساسية من المعتقدات والأعمال والعبادة . المسلمون هم أناس قد أختاروا أن يهبوا أنفسهم بالكامل لله . وهناك مجموعة كبيرة من التحديات الداخلية والخارجية التي تضعف المسلمين وتحد من الخضوع لله .
في الوقت الحاضر ، في الولايات المتحدة وفي العديد من البلدان في أوروبا حيث يشكل المسلمون أقلية ، يمتلك المجتمع الإسلامي مجالًا كبيرًا للتحسن في كل قياس تقريباً قد يشير إلى رفاهية المجتمع . هذا واضح إذا كان المرء يدرس الإحصاءات المتعلقة بالفقر ، والحراك الاجتماعي ، والصحة ، والتعليم ، والجريمة . وهي دليل واضح أيضا إذا  أراد المرء أن يعرف  الطريقة التي ينظر بها غير المسلمين للمجتمع : إن الإسلام يساء فهمه ، وغالبا ما يفترى عليه ، ولا يوجد ما يكفي من العمل في المجال العام لإنقاذ سمعته . ومن الواضح إذا ما نظر المرء إلى ما يجري لحماية المجتمع المسلم : التأثير الضعيف للمنظمات المجتمعية التي تدافع عن الإسلام والمسلمين ، وعدم تقديم الدعم للباحثين لتطوير وتوجيه الناس بطريقة ملائمة بحيث يمكنهم الاستجابة للتحديات العقائدية والفكرية . بعيدا عن معدل المواليد ، هناك مؤشرات قوية على أنه على الأقل في بعض البلدان  يترك المسلمون الإسلام أكثر من الانضمام إليه . [1]
 
يمكن أن يكون هناك مستقبل مختلف : مستقبل لا يتم فيه دعم المسلمين في الفقر فحسب ، بل يجعل منهم ومن أسرهم في نهاية المطاف هم أنفسهم دافعين للزكاة ، مستقبل يفكر فيه الناس بشكل إيجابي - أو على الأقل أقل سلبية - حول الإسلام والمسلمين ، مستقبل تكون فيه المنظمات المجتمعية أكثر نشاطًا وشمولية وتأثيرًا
، مستقبل يملك فيه المسلمون صوت و فهم مناسب لإيمانهم.
إذا كنا جادين حقاً في التعامل مع هذه التحديات ، وتغيير المسار في إتجاه أكثر إيجابية ، فإن التحول المطلوب في التفكير والممارسة هو أمر هام . إن الزكاة كركن من أركان الإسلام تمتلك إمكانية تحويلية هائلة ، ولكن هذه الإمكانية غير مستغلة في الوقت الحالي ، ولقد حان الوقت لنجعلها تعود . فإن مستقبلنا يعتمد على ذلك .

دور الأركان الخمسة في التمسك بالإخلاص لله.

معظم المسلمون يحصروا فهمهم للأركان الخمسة للإسلام في كونها عبادات فردية ، شهادتنا لله ورسله ، الصلاة ، دفع الزكاة ، الصوم ،وتكتمل بالحج ، ثم نعتبر أن واجباتنا قد تم الوفاء بها  ، وأننا قد تمسكنا بأركان الإسلام . على المستوى الفردي ، قد يكون هذا النهج كافي .
لكن هذا الفهم قد فشل في تقدير الطبيعة الجماعية لأركان الإسلام ووظائفها على المستوى المجتمعي . في الواقع ، إن دور أركان الإسلام ليس فقط في إثبات وتطوير إسلام الفرد ، أو الولاء لله ، لكنه يمتد إلى أبعد من ذلك لتأييد الولاء لله في المجتمع ككل ، لتوفير الاستقرار والأساس الراسخ للبناء والازدهار.
الرسول محمد ﷺ ذكر أن الإسلام ، تلك الحالة من العبودية ، مبنية على خمسة أفعال مميزة : ( شهادة أن لا إله إلا الله ، إقامة الصلاة ، إيتاء الزكاة ، صوم رمضان ، حج البيت لمن إستطاع إليه سبيلا ) . [2] لتكون ( تبنى على ) عدداً من الأشياء : أن هذه الأشياء الخمسة تشكل الأساس للخضوع الحقيقي لله ، وعند تشكيل الأساس ، يتبع ذلك أن كل شيء آخر في الإيمان يتبعه ، عوضاً عن أن يكون هناك نواحي أخرى من الإيمان قد تظهر إلى جانبهم وتتساوى معهم في الأهمية . [3]وبهذه الطريقة ، فإن هذه الأعمال الخمسة المميزة ليست مجرد سلسلة من العبادات الشخصية لكنها تشكل الأساس لأكثر الجوانب الأساسية للعبودية الكاملة لله .
عندما يتم تنفيذ هذه الأعمال بشكل فردي وجماعي كمؤسسات ، فإن ذلك يمهد الطريق للإسلام ليزدهر في حياة أولئك في المجتمع ، وتمكين مجتمع ملتزم بالله .
ابن رجب الحنبلي( توفي عام 795 بعد الهجرة ) ذكر أن ( هناك تآزر بين تلك الأركان ) [4] والتي تؤدي إلى تأسيس ، والتمسك ، والحفاظ على التبعية إلى الله . [5]

أهمية الصلاة والزكاة في التمسك بالإخلاص لله.

من كل الأركان الخمسة ، يذكر القرآن الثلاث أركان الخاصين بالشهادة / الإيمان والصلاة والزكاة مراراً وتكراراً . العالم الكبير الإمام العراقي ( توفى عام 806 بعد الهجرة ) قال أن من يمارس هذه الأركان الثلاث بشكل صحيح سيجد الصيام وأداء الحج أكثر سهولة .
الرسل قبل الرسول محمد ﷺ فٌرض عليهم الصلاة والزكاة معاً، تأكيداً للطبيعه الخالدة لهذه الأعمال بالقدر المطلوب للتمسك بالإيمان في المجتمع. يشير القرآن على وجه التحديد إلى الصلاة والزكاة فيما يتعلق بإبراهيم ، لوط ، إسحق ، ويعقوب ( 21 : 73 ) إسماعيل ( 19 : 55 ) ، موسى ( 7: 156 ) ، وعيسى ( 19 : 31 ) سلام الله عليهم جميعا .
لقد خص القرآن بالذكر الصلاة والصيام معاً ثمانية وعشرون مرة. الكرماني ( توفى عام 786 بعد الهجرة ) شرح أن للصلاة والزكاة أهمية وتركيز أكبر بسبب ممارستهما المنتظمة على مدار العام . [6]الإمام العيني ( توفى عام 855 بعد الهجرة ) قال أن الزكاة كشريك للصلاة . [7]الملا علي القاري ( توفى عام 1014 بعد الهجرة ) قال أن الصلاة والزكاة هي أصل كل عبادة وكل الأعمال الصالحة . [8] لو الصلاة والزكاة تم تأسيسها بشكل صحيح على المستوى الفردي والجماعي ،  سوف يساعدون جميع الأعمال الحسنة الأخرى أن تظهر في المجتمع . إن العمل على إنشاء هذه الفضيلة فإن الله يعد بالازدهار والوئام للجميع :
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56) ( سورة النور )

مميزات وفوائد الزكاة

في اللغة العربية ، تعني الزكاة النمو ، والبركة ، والتنقية ، والتنمية. إنه يتطلب من المسلمين دفع نسبة (عادة 2.5٪) من ثروتهم المؤهلة على أساس سنوي.
العديد من دافعي الزكاة يفكرون في الزكاة كعمل شخصي من الأعمال الخيرية. يميل الدافعين للزكاة إلى:
  • دفع الزكاة على أساس التفضيلات الشخصية دون التنسيق مع الآخرين .
  • إعطاء الزكاة لبلدان متعددة في الخارج .
  • توجيه الزكاة نحو مساعدة الفقراء فقط.
  • هناك خصائص للزكاة  تشير إلى أنه لا يقصد بها أن تكون مجرد عمل شخصي من الأعمال الخيرية:
    الحساب :
  • يتم دفع الزكاة على أصول محددة مثل: الذهب والفضة والنقود والأصول التجارية والمنتجات الزراعية والثروة الحيوانية والأموال المدخرة.
  • لدى الزكاة نصاب ومعدلات مختلفة لفئات الأصول المختلفة.
  • الجمع :
  • الزكاة يجب أن تدفع مرة في السنة.
  • كان يتم جمع الزكاة وتوزيعها من قبل الحكومة الإسلامية.
  • وفقاً لبعض مدارس القانون ، يمكن أخذ الزكاة بالقوة ، ويمكن للدولة اتخاذ إجراءات عقابية ضد من لا يدفعون الزكاة.
  • التخلي عن دفع الزكاة هو بمثابة الخيانة .
  • التوزيع :
  • إن الزكاة لديها مناطق وفئات محددة ينبغي إنفاقها فيها .
  • لا يمكن إعطاء الزكاة لتسهيل الخطيئة .
  • كان يتم توزيعها بشكل عام حيث يتم جمعها .
  • يوضح هذا الإطار والإرشادات الواضحة للحساب والجمع والتوزيع أن الزكاة مؤسسة منهجية .كلاً من دفع الزكاة وتوزيعها يعمل بطريقة مشابهة للضريبة ، وبالفعل بعض فئات الزكاة تغطي عناصر لتوزيع الإنفاق الحكومي ، ومع ذلك فإن العنصر الميتافيزيقي للزكاة يجعلها أكثر فائدة من الضريبة ، إن المرشح الميتافيزيقي للزكاة يجعلها مختلفة عن نظام الرفاهية العلمانية والمنفعة ، لا يتم ترك قواعد وحدود الزكاة للسبب والحدس فقط  .
    يمكن تلخيص الزكاة كعمل عبادة مؤسسي لتلبية احتياجات المؤمنين وتقوية الإخلاص لله من خلال تسهيل إزالة الحواجز التي تحول دون الإيمان والتقدم المذكور في القرآن ( 9: 60 ) . إنه في النهاية يسهل الولاء إلى الله على المستوى الفردي والجماعي . شاه ولي الله ( توفى عام 1176 بعد الهجرة ) قال أن فوائد الزكاة تعود إلى دافعها وإلى المجتمع ككل . [9] وبعبارة أخرى ، فإن نمو العبادة لله يحدث لدافع الزكاة وكذلك للمجتمع ككل نتيجة للزكاة.
    يتم تأسيس وتقوية الولاء الشخصي تجاه الله من خلال إدراك الإلتزام بالزكاة ودفع الزكاة على نحو صحيح . علاوة على ذلك ، في حين أن المساواة المطلقة ليست طبيعية ، إلا أن الدفع يجعل الدافع متواضع وينشأ كفالة ورباط مع أولئك الذين يتأهلون لاستقبال الزكاة ، مما يؤدي إلى تعزيز الاستقرار والتماسك داخل المجتمع.
    وعلى المستوى المجتمعي ، فإنه يتم تعزيز الإخلاص لله بتوزيع الزكاة .

    تأسيس وممارسة الزكاة

    الزكاة هي الركن الوحيد الذي حدده العلماء منذ أمد طويل على أنه ذو وظيفة مزدوجة أكثر وضوحاً كونه عمل طاعة لله ووسيلة للتأثير إيجابًا على حياة البشر. كما ذكر الملا علي القاري ( توفى عام 1014 بعد الهجرة) واصفاً الزكاة بأنها "الجسر إلى الإسلام ".
    من المنطقي أن الله يتوقع من المسلمين أن يعملوا معاً لضمان أن يكون للزكاة أقصى تأثير في تقديم الدعم والاستقرار والأمن إلى الإيمان والمؤمنين. قد يتم تحقيق واجب الفرد الشخصي تجاه الله من خلال إجراء دفع دقيق وفي الوقت المناسب . لكن المدى الذي تؤدي إليه الزكاة في تأسيس التبعية لله والتمسك بها والحفاظ عليها على المستوى المجتمعي ، يعتمد على الطريقة أو الطرق التي يتم بها توزيع هذا المورد الجماعي.
    إن توزيع الزكاة على الفقراء والمحتاجين أمر بالغ الأهمية ، ليس فقط لتزويد المؤمن بالموارد المادية اللازمة لتلبية الاحتياجات الأساسية ، ولكن أيضا لتنمية الشعور بالانتماء للمجتمع المسلم والقدرة على الحفاظ على حالة صحية ومستدامة من التبعية. في إحدى الصلوات استعاذ النبي محمد ﷺ  بالله من " الكفر والفقر " ( صحيح ابن حبان ) . في موقف أخر ، قال النبي محمد ﷺ   أن الفقر يمكن أن يؤدي إلى الكفر ( الطبراني والبيهقي ) . الفقيه الحنفي الكلاسيكي ، الإمام الكاساني ( توفى عام 587 بعد الهجرة )  قال أن " الزكاة تقوي الضعفاء ، وتمكن الغير قادر ، وترفعهم لتأسيس التوحيد وعبادة الله " [10]
    ومع ذلك ، من المهم إدراك أن الفقراء والمحتاجين هم فقط اثنين من ثماني فئات من متلقي الزكاة . إن الهدف الأساسي للزكاة يمكن تحقيقه فقط من خلال توزيع الزكاة عبر جميع هذه الفئات الثمانية ، وليس من خلال التركيز على فئتين منهم فقط أو على الدفع الدقيق للزكاة وحدها. الإمام الطبراني ( توفى عام 310 بعد الهجرة ) وضح أن الفئات الثمانية يمكن تلخيصها في الوفاء بوظيفتين أساسيتين: 1) الوفاء باحتياجات المسلمين ، 2) مساعدة وتقوية الإسلام.[11]إنه المزج بين هذه الفئات المعطاه من الله والذي يؤدي إلى تحقيق الهدف الشامل من الزكاة وهو تيسير الإخلاص لله وعبادته .

    شروط الزكاة الفعالة

     قيمة الزكاة كبيرة في البلدان ذات الأقلية المسلمة - في المملكة المتحدة وحدها ، تقدر الزكاة المحتملة  في المجتمع الإسلامي بما بين 500 مليون جنيه إسترليني و 1.5 مليار جنيه إسترليني.[12] (قيمة الزكاة التي تم جمعها عالميا من خلال الآليات الرسمية هي على الأقل عشرات المليارات من الدولارات - بما في ذلك على الأقل 5.7 مليار دولار سنوياً من المؤسسات الرسمية لإدارة الزكاة في البلدان ذات الأغلبية المسلمة في إندونيسيا وماليزيا وقطر والمملكة العربية السعودية واليمن. إذا شمل هذا المبلغ أيضاً مبلغ الزكاة المدفوع من خلال آليات غير رسمية فإن المبلغ المدفوع عالمياً قد يكون مئات المليارات من الدولارات. [13])
    لإطلاق العنان للقوة التحويلية لهذا المصدر الحساس والكبير والمنظم للتمويل ، يحتاج المسلمون بشدة إلى إعادة صياغة الطرق التي يتم بها دفع الزكاة وجمعها وتوزيعها. هناك ثلاثة شروط كلاً منها ضروري بشكل فردي ومترابطة بشكل متبادل لضمان التوزيع الفعال للزكاة : 1) تجميع الأموال ، 2) التركيز على التوزيع المحلي لتلك الأموال ، 3) موازنة توزيعها.
    تجميع الأموال
    الشرط الأول للتوزيع الفعال للزكاة هو تجميع موارد دافعي الزكاة الذين لديهم اهتمامات اجتماعية وثقافية وسياسية مشتركة ، وهذا قد يجلب المزيد من الفوائد الاستراتيجية للمسلمين على المدى الطويل بدلاً من اتخاذ كل فرد قراره الخاص بشأن المكان الذي يجب أن تذهب إليه الزكاة.
    الزكاة هي قضية عامة وليست خاصة ، وينبغي أن يعهد بها إلى هيئة أو مؤسسة موثوق بها يمكن أن تمثل المصالح المشتركة للمجتمع واتخاذ قرارات تستند إلى نظرة شاملة لتحديات المجتمع وفرصه.
    إن مركزية الزكاة قد تم تناولها في القرآن . يشير القرآن إلى "مديري الزكاة" ( سورة التوبة الأية 60 )  " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " والذي يشير إلى عمال في مؤسسة مركزية يجمعون ويوزعون الزكاة في المجتمع . عند مناقشة جمع الزكاة ، خاطب الله النبي محمد (ﷺ) بفعل أمر  المفرد وليس أمر للجمع كما هو شائع في مواضع أخرى . " خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ  إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ  وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " (أيه 103 سورة التوبة) يشير فعل الأمر المفرد إلى نظام مركزي لجمع وتوزيع الزكاة.[14]
    على مر التاريخ ، كان جمع وتوزيع الزكاة  إدارة ووظيفة حكومية. كانت الحكومة الإسلامية هي التي تجمع جميع عائدات الزكاة وتوزيعها.
    الفقهاء الكلاسيكيين ، وخاصة ابن عابدين ( توفى عام 1252 بعد الهجرة ) ناقش مسألة أن المسلمين حيث يعيشون في أقلية ، يجب أن يكون لديهم هيئة مركزية تمثلهم وتتعامل مع شؤونهم الدينية بطريقة موحدة ومركزية.[15]
    كبير الباحثين الهندي المعاصر مولانا ساجد نعماني ، في خطاب عام حديث ناقش بحماس الأهمية الكبيرة لمركزية الزكاة ، موضحاً المشاكل الكامنة في تحديد كل دافع للزكاة على حدا أين يجب أن تنفق زكاتهم . ويتوقع أنه إذا استمرت هذه الممارسة ، فإن الأهداف المقصودة من الزكاة لا يمكن أن تتحقق أبداً وفقاً للوصايا و الأوامر القرآنية.[16]
    التركيز محليا
     من المفترض أن تركز الزكاة محليًا بشكل أساسي على إحداث تغيير في البيئة ذاتها التي يعيش فيها دافعوا الزكاة، بدلا من توزيعها في جميع أنحاء العالم.
    إنه المكان الذي يعيش فيه المسلمون هو الأكثر مسؤولية لديهم في تمثيل مشيئة الله ومواصلة الرسالة النبوية. إنه المكان الذي يعرفون فيه الاحتياجات والثقافة على أفضل وجه. وفي هذا السياق ، فأنهم يحتاجون إلى البحث عن الفقراء والمحتاجين داخل مجتمعهم ، الذين لديهم الحق الأول في الزكاة والذين يضعف فقرهم دينهم ويضعف المجتمع الإسلامي ككل. بعيداً عن الزكاة ، المسلمون يتمتعون بالحرية الكاملة في إنفاق أموالهم على جميع أنواع المشاريع المحلية والدولية بأي طريقة يرونها مناسبة.
    في المصادر الأساسية للدين ، هناك تركيز قوي على التوزيع المحلي للزكاة :
    أرسل النبي محمد (ﷺ) معاذ (رضي الله عنه) إلى اليمن وقال : " ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم. "(صحيح البخاري )
    عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال : " قدم علينا مصدق رسول الله فأخذ الصدقة من أغنيائنا فجعلها في فقرائنا ، وكنت غلاماً يتيماً فأعطاني منها قلوصاً ( وهي الناقة ) . " ( سنن الترمذي )
    يقال إن أحد البدو العرب سأل رسول الله ﷺ عدة أسئلة. من بينها كان ، "بالله الذي أرسلك ، هل هو الله الذي أمرك أن تأخذ الصدقة من أثرياؤنا وتوزعها على فقرائنا؟ " النبي محمد ﷺ أجاب ، "نعم". (البيهقي)
    أخبرنا  أبو عبيدة  أن عمر (رضي الله عنه) كتب في وصيته للخليفه من بعده " ... أوصيك أن تأخذ من حواشي أموال أغنيائهم فترد
     على فقرائهم . " ( كتاب الأموال )
    يقول سعيد بن المسيب أن عمر (رضي الله عنه) أرسل معاذ كجامع للزكاة إلى بنو كلاب أو بنو سعد فقسم فيهم حتى لم يدع شيئاُ ، حتى جاء بحلسه الذي خرج به على رقبته.( كتاب الأموال )
    عمران بن حصين  ( رضي الله عنه ) صحابي قد تم تعيينه كجامع للزكاة في عصر الأمويين . عندما عاد من مهمته سئل " أين المال ؟" قال " وللمال أرسلتني ؟ أخذناها من حيث كنا نأخذها على عهد رسول الله ، ووضعناها حيث كنا نضعها على عهد رسول الله " ( سنن أبو داود ) .
    تم تعيين طاوس كجامع للزكاة في إحدى المناطق في اليمن. وسئل عن حسابه من قبل الحاكم وكان جوابه ، "أخذت من الأغنياء وأعطيت إلى المحتاجين" (كتاب الأموال) .
    قال فرقد السبخي "قدمت بزكاة مالي مكة ، فقال لي سعيد بن جبير : اقسمها بأرضك . " ( كتاب الأموال )
    يروي سفيان: "أخذت الزكاة من الري إلى الكوفة ، لكن عمر بن عبد العزيز ( رحمه الله عليه ) أمر بإعادتها إلى الري". ( كتاب الأموال )
    قال أبو عبيد : " والعلماء اليوم مجمعون على هذه الأثار كلها أن أهل كل بلد من البلدان ، أو ماء من المياه أحق بصدقتهم ، مادام فيهم من ذوي الحاجة واحد فما فوق ذلك ، وإن أتى ذلك على جميع صدقتها ، حتى يرجع الساعي ولا شيء معه منها ، كما فعل عمر بن عبد العزيز وكما ذكر سعيد بن جبير . " ( كتاب الأموال )
    ويرى كل من فقهاء المالكي والشافعي والحنبلي أنه ينبغي توزيع الزكاة محلياً إلا عندما يكون هناك فائض أو في حالات الطوارئ.
    تقول المدرسة الحنفيّة أنه من غير المستحب إرسال الزكاة في الخارج في حين أن هناك حاجة محليّة.[17]
    العلماء الغربيون المعاصرون يؤكدون هذا الفهم ويبنون عليه - على سبيل المثال ، يوضح الشيخ حمزة يوسف لماذا "تبدأ الزكاة بالمنزل".[18] وبالمثل ، تؤكد الدكتورة إنجريد ماتسون على دور الزكاة في تماسك المجتمع المحلي.[19]
    موازنة التوزيع
    في حين أن الزكاة هي بالتأكيد للفقراء ، فهي ليست للفقراء فقط. لقد ذكر الله ثماني فئات في القرآن يجب توزيع الزكاة عليها بطريقة تعكس احتياجات ذلك الوقت:  " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " ( سورة التوبة الاية 60 )
    توضح الآية المذكورة أعلاه ثمانية فئات من الأشخاص الذين يعتبرون مؤهلين لتلقي الزكاة، وقد تم تحديدها على النحو التالي:
     1) الفقراء
    2) المساكين
    3) العاملين عليها
    4) المؤلفة قلوبهم
    5) في الرقاب
    6) الغارمين
    7) في سبيل الله
    8) ابن السبيل
    تتناول هذه الفئات الأهداف التالية وتسلط الضوء على المشكلات التي تنشأ عن تجاهل الإنفاق في أي من هذه المجالات:
    1. الفقراء - التخفيف من حدة الفقر: البديل هو اليأس المستمر ، واختلال المجتمع ، وضعف الإيمان ، وإمكانية إنكار الله كليًا.
    2. المساكين - التمكين الاقتصادي ؛ البديل هو الكفاح المالي المستمر ونقص الموارد الجماعية حيث سيكون هناك عدد أقل من دافعي الزكاة.
    3. العاملين عليها  - جمع الزكاة وإدارتها بطريقة فعالة في الفئات السبع الأخرى. البديل هو تناقص الجمع وتوزيع عشوائي.
    4. المؤلفة قلوبهم - تجميع القلوب من خلال الدبلوماسية والعلاقات العامة والتماسك الاجتماعي. البديل هو رأس المال الاجتماعي والسياسي المنخفض ، والعداء ، وانعدام التأثير.
    5. في الرقاب - التحرر ، وتوفير المساواة الأساسية في الحقوق والفرص .البديل هو عدم المساواة والطاقات البشرية غير المحققة.
    6. الغارمين - إزالة القيود المالية المرهقة الناتجة عن الديون . البديل هو الصحة العقلية السيئة لأولئك الذين يعانون من الديون ، والتوتر بين المقرضين والمقترضين ، وتثبيط ممارسة الإقراض إذا لم يكن هناك احتياطي للمقرضين الذين يواجهون ديوناً سيئة.
    7. في سبيل الله - دعم قضية الله وتوفير الحماية الداخلية والخارجية  من خلال دعم أولئك في المجتمع الذين يعطون وقتهم للدعوة  نيابة عن الإسلام والمسلمين ، ومن خلال دعم المنح الدراسية ، بحيث يمكن للعلماء تطوير ، وتوجيه الناس بطريقة مناسبة ،والاستجابة للتحديات العقائدية والفكرية لليوم ، البديل هو الضعف في مواجهة التحديات الخارجية ، والانحدار الأخلاقي داخل المجتمع ، وانخفاض المعرفة الدينية.
    8. ابن السبيل - لحالات الطوارئ ، والتعامل مع التفكك المؤقت. البديل هو التوتر الاجتماعي داخل وعبر المجتمعات إذا كان هناك عدم القدرة على التعامل مع المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل أو تعرضوا  لمواقف طارئة .
    لا يمكن أبداً تحقيق الأهداف الشاملة للزكاة ما لم يتم توزيع الزكاة عبر جميع هذه الفئات الثمانية ، التي تتعامل خمسة منها مع الاحتياجات الفردية (الفئات 1 و 2 و 5 و 6 و 8) ، اثنان منهما يتناولان الحاجات الجماعية للمسلمين والإسلام (الفئتان 4 و 7) ، والأخرى ذات القدرة الإدارية المناسبة (الفئة 3). الإمام الطبراني ( توفى عام 310 بعد الهجرة ) كما أشير في وقت سابق ، قال أن هذه الفئات الثمانية يمكن اعتبارها تفي بواحدة من الوظيفتين الأساسيتين : الوفاء باحتياجات المسلمين وتقوية الإسلام.[20]الإمام ابن تيمية ( توفي عام 728 بعد الهجرة ) قسم الفئات الفوقية من الزكاة إلى قسمين : تلك التي تتعامل مباشرة مع الاحتياجات الفردية للمسلمين وتلك التي تركز على الاحتياجات الجماعية للمجتمع.[21] يتم تمثيلهم في الرسم البياني التالي:
    تمثل فئات المستفيدين من الزكاة التحديات التي تؤثر على نسيج المجتمع : تتناول هذه الفئات المشكلات الجذرية التي تعيق خضوع الفرد أو المجتمع لله ، كل فئة تعالج قيودا في حياة الأفراد و / أو المجتمع مما يضعف قدرتهم على ممارسة الإسلام. بمعرفته وحكمته ، يقول الله للمسلمين أن يوزعوا الزكاة  لمواجهة التحديات المختلفة التي يمكن أن تكون بمثابة حواجز أمام الناس الذين يستطيعون أن يذكروه ويشكروه ويخدموه بطريقة مستديمة . كما هو الحال مع جميع تعليمات الله ، هي فقط من أجل مصلحتنا ، في هذه الحياة وفي الآخرة.فقط من خلال التوزيع المتوازن عبر هذه الفئات التي تم تحديدها إلهيا ، يمكن تكوين بيئة تساعد على الإخلاص لله وعبادته.
    علاوة على ذلك ، يجب أن يكون التوزيع ذات سياق محدد وظروف معينة. يجب أن يكون أي قرار  بعدم الإنفاق في منطقة معينة قرارًا واعيًا يستند إلى ظروف المحيطة ويحلل بشكل كافي الحاجة والأهمية لتمويل هدف معين. فقط عندما يوحي الواقع السياقي وظروف البيئة المحيطة أن فئة معينة في حاجة ضئيلة أو لا تحتاج إلى تمويل ، فلا ينبغي استخدام الزكاة في هذه الفئة ، أو نتيجة لعملية اتخاذ القرار التي تستنتج أنه ينبغي منح الأولوية لفئات معينة عن غيرها. هذا جزء ضروري في مبدأ الاجتهاد والشورى المتأصل في القرارات التي يتم اتخاذها حول استخدامات الزكاة ، وهذا يحتاج إلى استيعاب أكبر عدد ممكن من المتغيرات النصية والظروف المحيطة المختلفة ، ضمن الهدف الشامل ، من أجل أن تكون مصارف الزكاة ذات معنى وقيمة.
    دراسة حالة: المملكة المتحدة
    يبلغ إجمالي إمكانيات الزكاة للمسلمين في المملكة المتحدة ما لا يقل عن 500 مليون جنيه إسترليني سنوياً. ومع ذلك ، يتم تقديم 98 ٪ مما يدفع حاليا في الخارج. أفادت "لجنة التنقّل الاجتماعي" أنّ 50٪ من الأسر المسلمة تعاني من الفقر مقارنة بـ18٪ من إجمالي السكان.[22] كما وجد أن "المسلمين الشباب مستبعدون أو يتعرضون للتمييز أو الفشل ، في كل مرحلة من التعليم إلى العمل. ما يقرب من نصف البريطانيين يعتقدون أن الإسلام لا يتوافق مع أسلوب الحياة البريطاني.[23] المنظمات الوطنية التي تمثل المسلمين تعاني من نقص التمويل وبالتالي لا يمكنها العمل بفعالية. منذ عام 2011  قامت مؤسسة الزكاة الوطنية  بتوزيع الزكاة على الأفراد الفقراء في المملكة المتحدة ، اتباعاً لمبادئ تجميع الأموال وتركيز توزيع الزكاة محليًا. منذ بداية عام 2018 أدمجت مؤسسة الزكاة الوطنية مبدأ التوازن ، حيث خصصت 15٪ من ميزانية الزكاة البالغة 4 ملايين جنيه إسترليني للاحتياجات الجماعية لتحقيق رؤية عامة  أفضل ، ودعمت المنح الدراسية الدينية ومعرفة القراءة والكتابة ، وقامت بمساعدة المؤسسات الرئيسية على توفير التمثيل الفعال. مع التزام المزيد من المسلمين الذين يدفعون الزكاة في المملكة المتحدة بزكاتهم ومع هذا الجهد ، من الممكن أن يكون هناك مستقبل يمكن فيه للمسلمين الذين يعيشون في الفقر أن يكونوا قادرين على إعالة أنفسهم وأسرهم ، ويفكر الناس بشكل إيجابي - أو على الأقل أقل سلبية - حول الإسلام و المسلمون ويصبح لدى المسلمون فهم سليم وذي صلة بإيمانهم ، والمنظمات المجتمعية تصبح أكثر نشاطًا وتأثيرًا.

    الختام

    إن الخصائص الثلاثة للزكاة الفعالة – تجميع الأموال ، التركيز محليًا وموازنة التوزيع عبر فئات الإنفاق - مترابطة و متآزرة.
    لطالما بقيت الأمور كما هي اليوم- من دفع الزكاة على أساس التفضيلات الشخصية دون التنسيق مع الآخرين ، وإعطاء الزكاة عشوائيا وليس محليا ، وتوجيه الزكاة نحو واحد أو اثنين فقط من الفئات الثمانية - وبغض النظر عن النوايا النبيلة الفردية ، من المرجح أن تظل الجهود الرئيسية المطلوبة بشدة لدعم المسلمين ودعم الإسلام في كل مجتمع غير فعالة . وكلما استطعنا أن نضمن أن استخدام الزكاة يعكس هذه الخصائص ، كلما اقتربنا من إطلاق قوتنا التحويلية ، وكلما اقتربنا من أن تكون الزكاة حقاً ركن من أركان الإخلاص لله وعبادته في مجتمعنا.

    [1] مركز بيو للأبحاث (2017) تقرير: تزايد عدد المسلمين في أوروبا

    [2] روي عن عبد الله بن عمر, البخاري ومسلم.

    [3] المفاتيح في شرح المصابيح

      يعني: جعل هذه الأركان الخمسة أصولًا للإسلام، وما عدا هذه الخمسة من أحكام الشريعة فَرْعًا لها، ومثال الإسلام كقصر، وهذه الأركان الخمسة كالأسطوان لذلك القصر، وما بقي من أحكام الشريعة كجدار سطح ذلك القصر، وكالجُدُرِ التي حواليه، وكتزيينه بأنواع النقوش، فمن حفظ هذه الأركانَ الخمسة وسائرَ أحكام الشريعة يكون قصر إسلامه تامًا كاملًا مزينًا، ومن لم يحفظ هذه الأركان الخمسة، ولم يحفظ سائرَ أركان الشريعة يكون قصر إسلامه بغير جدار سطحه، وبغير جدار حواليه، وأما من ترك ركنًا من هذه الأركان فنبيِّنُ بحثه في الحديث الذي يأتي بعد هذا الحديث، إن شاء الله تعالى.( المفاتيح في شرح المصابيح ج 1 ص 56 )

    [4] ابن رجب جامع العلوم والحكم وَاعْلَمْ أَنَّ هَذِهِ الدَّعَائِمَ الْخَمْسَ بَعْضُهَا مُرْتَبِطٌ بِبَعْضٍ، (جامع العلوم والحكم)

    [5]قال المهلب: فهذه الخمس هي دعائم الإسلام التى بها ثباته، وعليها اعتماده، وبإدامتها يعصم الدم والمال، (شرح صحيح البخارى لابن بطال)

    المجتبي – ذخيرة العقبى

    وَقَالَ الشيخ عزّ الدين ابن عبد السلام رحمه الله تعالى فِي “أماليه” فِي هَذَا الْحَدِيث إشكالٌ؛ لأن الإسلام إن أريد به الشهادة، فهو مبنيّ عليها؛ لأنها شرط فِي الإيمان، مع الإمكان الذي هو شرط فِي الخمس، وإن أريد به الإيمان، فكذلك؛ لأنه شرط، وإن أريد به الانقياد، والانقياد هو الطاعة، والطاعة فعل المأمور به، والمأمور به هي هذه الخمس، لا عَلَى سبيل الحصر، فيلزم بناء الشيء عَلَى نفسه.

    قَالَ: والجواب أنه التذلّل العام الذي هو اللغويّ، لا التذلّل الشرعيّ الذي هو فعل الواجبات، حَتَّى يلزم بناء الشيء عَلَى نفسه. ومعنى الكلام: أن التذلّل اللغويّ يترتّب عَلَى هذه الأفعال، مقبولاً منْ العبد، طاعةً، وقربةً.( ذخيرة العقبى في شرح المجتبى)

    [6] ابن حجر فتح الباري – بيروت – دار المعارف

    [7] الإمام العيني ، عمدة القاري

    أَن الْإِيمَان أصل للعبادات فَتعين تَقْدِيمه ثمَّ الصَّلَاة لِأَنَّهَا عماد الدّين ثمَّ الزَّكَاة لِأَنَّهَا قرينَة الصَّلَاة (عمدة القاري)

    [8] الملا علي القاري – مرقاة المفاتيح

    أَرَادَ الْخَمْسَةَ الَّتِي بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَيْهَا، وَإِنَّمَا خُصَّتَا بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُمَا أُمُّ الْعِبَادَاتِ الْبَدَنِيَّةِ وَالْمَالِيَّةِ وَأَسَاسُهُمَا، وَالْعُنْوَانُ عَلَى غَيْرِهِمَا، وَلِذَا كَانَتِ الصَّلَاةُ عِمَادَ الدِّينِ، وَالزَّكَاةُ قَنْطَرَةُ الْإِسْلَامِ، وَقُرِنَ بَيْنَهُمَا فِي الْقُرْآنِ كَثِيرًا، أَوْ لِكِبَرِ شَأْنِهِمَا عَلَى النُّفُوسِ لِتَكَرُّرِهِمَا (مرقاة المفاتيح)

    [9] شاه ولي الله – حجة الله البالغة 60/2

    اعْلَم أَن عُمْدَة مَا روعي فِي الزَّكَاة مصلحتان: مصلحَة ترجع إِلَى تَهْذِيب النَّفس، وَهِي أَنَّهَا أحضرت الشُّح، وَالشح أقبح الْأَخْلَاق ضار بهَا فِي الْمعَاد، وَمن كَانَ شحيحا فَإِنَّهُ إِذا مَاتَ بقى قلبه مُتَعَلقا بِالْمَالِ، وعذب بذلك، وَمن تمرن بِالزَّكَاةِ، وأزال الشُّح من نَفسه كَانَ ذَلِك نَافِعًا لَهُ، أَنْفَع الْأَخْلَاق فِي الْمعَاد بعد الإخبات لله تَعَالَى هُوَ سخاوة النَّفس، فَكَمَا أَن الإخبات يعد للنَّفس هَيْئَة التطلع إِلَى الجبروت، فَكَذَلِك السخاوة تعد لَهَا الْبَرَاءَة عَن الهيآت الخسيسة الدُّنْيَوِيَّة، وَذَلِكَ لِأَن أصل السخاوة قهر الملكية البهيمية، وَأَن تكون الملكية هِيَ الْغَالِبَة وَتَكون البهيمية منصبغة بصبغها آخذة حكمهَا، وَمن المنبهات عَلَيْهَا بذل المَال مَعَ الْحَاجة إِلَيْهِ وَالْعَفو عَمَّن ظلم وَالصَّبْر على الشدائد فِي الكريهات بِأَن يهون عَلَيْهِ ألم الدُّنْيَا لَا يقانه بِالآخِرَة، فَأمر النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكُل ذَلِك، وَضبط أعظمها وَهُوَ بذل المَال بحدود، وقرنت بِالصَّلَاةِ وَالْإِيمَان فِي مَوَاضِع كَثِيرَة من الْقُرْآن وَقَالَ تَعَالَى عَن أهل النَّار:

    {لم نك من الْمُصَلِّين وَلم نك نطعم الْمِسْكِين وَكُنَّا نَخُوض مَعَ الخائضين} .

    وَأَيْضًا فَإِنَّهُ إِذا عنت للمسكين حَاجَة شَدِيدَة، وَاقْتضى تَدْبِير الله أَن يسد خلته بِأَن يلهم الْإِنْفَاق عَلَيْهِ فِي قلب رجل، فَكَانَ هُوَ بذلك انبسط قلبه اللألهام، وَتحقّق لَهُ بذلك انْشِرَاح روحاني، وَصَارَ معدا لرحمة الله تَعَالَى

    نَافِعًا جدا فِي تَهْذِيب نَفسه، والإلهام الجملى المتوجه إِلَى النَّاس فِي الشَّرَائِع تلو الإلهام التفصيلي فِي فَوَائده، وَأَيْضًا فالمزاج السَّلِيم مجبول على رقة الجنسية، وَهَذِه خصْلَة عَلَيْهَا يتَوَقَّف أَكثر الْأَخْلَاق الراجعة إِلَى حسن الْمُعَامَلَة مَعَ النَّاس، فَمن فقدها فَفِيهِ ثلمة يجب عَلَيْهِ سدها، وَأَيْضًا فَإِن الصَّدقَات تكفر الخطيئات، وتزيد فِي البركات على مَا بَينا فِيمَا سبق. ومصلحة ترجع إِلَى الْمَدِينَة وَهِي أَنَّهَا تجمع لَا محَالة الضُّعَفَاء وَذَوي الْحَاجة وَتلك الْحَوَادِث تَغْدُو على قوم وَتَروح على آخَرين، فَلَو لم تكن السّنة بَينهم مواساة الْفُقَرَاء وَأهل الْحَاجَات لهلكوا، وماتوا جوعا، وَأَيْضًا فنظام الْمَدِينَة يتَوَقَّف على مَال يكون بِهِ قوام معيشة الْحفظَة الذابين عَنْهَا والمدبرين السائسين لَهَا، وَلما كَانُوا عاملين للمدينة عملا نَافِعًا – مشغولين بِهِ عَن اكْتِسَاب كفافهم – وَجب أَن تكون قوام معيشتهم عَلَيْهَا والانفاقات الْمُشْتَركَة لَا تسهل على الْبَعْض أَو لَا يقدر عَلَيْهَا الْبَعْض، فَوَجَبَ أَن تكون جباية الْأَمْوَال من الرّعية سنة.

    وَلما لم يكن أسهل وَلَا أوفق بِالْمَصْلَحَةِ من أَن تجْعَل إِحْدَى المصلحتين مَضْمُومَة بِالْأُخْرَى أَدخل الشَّرْع إِحْدَاهمَا فِي الْأُخْرَى. (حجة الله البالغة ج 2 ص 60-61 ط دار الجيل)

    [10] الكاساني – بدائع الصنائع 2/3

    وَأَمَّا الْمَعْقُولُ فَمِنْ وُجُوهٍ أَحَدُهَا أَنَّ أَدَاءَ الزَّكَاةِ مِنْ بَابِ إعَانَةِ الضَّعِيفِ وَإِغَاثَةِ اللَّهِيفِ وَإِقْدَارِ الْعَاجِزِ وَتَقْوِيَتِهِ عَلَى أَدَاءِ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّعَلَيْهِ مِنْ التَّوْحِيدِ وَالْعِبَادَاتِ وَالْوَسِيلَةُ إلَى أَدَاءِ الْمَفْرُوضِ مَفْرُوضٌ (بدائع الصنائع ج 2 ص 3 ط دار الكتب)

    [11] الإمام الطبراني – التفسير الطبري 316/14

    قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندي: أن الله جعل الصدقة في معنيين أحدهما: سدُّ خَلَّة المسلمين، والآخر: معونة الإسلام وتقويته. فما كان في معونة الإسلام وتقوية أسبابه، فإنه يُعطاه الغني والفقير، لأنه لا يعطاه من يعطاه بالحاجة منه إليه، وإنما يعطاه معونةً للدين. وذلك كما يعطى الذي يُعطاه بالجهاد في سبيل الله، فإنه يعطى ذلك غنيًّا كان أو فقيرًا، للغزو، لا لسدّ خلته. وكذلك المؤلفة قلوبهم، يعطون ذلك وإن كانوا أغنياء، استصلاحًا بإعطائهم أمرَ الإسلام وطلبَ تقويته وتأييده. (جامع البيان في تأويل القرآن ج 14 ص 316 ط  مؤسسة الرسالة)

    [12] سترايك سي . (2015) قانون الإيمان: التمويل الإنساني والزكاة .المساعدة الإنسانية العالمية - IBB/NZF survey بيانات مؤسسة الزكاة الوطنية في المملكة المتحدة.

    [13] سترايك سي . (2015) قانون الإيمان: التمويل الإنساني والزكاة. . المساعدة الإنسانية العالمية

    [14] القرضاوي فقه الزكاة

    [15] ابن عابدين – حاشية ابن عابدين،368/5

    وَأَمَّا بِلَادٌ عَلَيْهَا وُلَاةٌ كُفَّارٌ فَيَجُوزُ لِلْمُسْلِمِينَ إقَامَةُ الْجُمَعِ وَالْأَعْيَادِ وَيَصِيرُ الْقَاضِي قَاضِيًا بِتَرَاضِي الْمُسْلِمِينَ، فَيَجِبُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَلْتَمِسُوا وَالِيًا مُسْلِمًا مِنْهُمْ اهـ وَعَزَاهُ مِسْكِينٌ فِي شَرْحِهِ إلَى الْأَصْلِ وَنَحْوُهُ فِي جَامِعِ الْفُصُولَيْنِ. مَطْلَبٌ فِي حُكْمِ تَوْلِيَةِ الْقَضَاءِ فِي بِلَادٍ تَغَلَّبَ عَلَيْهَا الْكُفَّارُ

    وَفِي الْفَتْحِ: وَإِذَا لَمْ يَكُنْ سُلْطَانٌ، وَلَا مَنْ يَجُوزُ التَّقَلُّدُ مِنْهُ كَمَا هُوَ فِي بَعْضِ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ غَلَبَ عَلَيْهِمْ الْكُفَّارُ كَقُرْطُبَةَ الْآنَ يَجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَتَّفِقُوا عَلَى وَاحِدٍ مِنْهُمْ، وَيَجْعَلُونَهُ وَالِيًا فَيُوَلَّى قَاضِيًا وَيَكُونُ هُوَ الَّذِي يَقْضِي بَيْنَهُمْ وَكَذَا يُنَصِّبُوا إمَامًا يُصَلِّي بِهِمْ الْجُمُعَةَ اهـ. وَهَذَا هُوَ الَّذِي تَطْمَئِنُّ النَّفْسُ إلَيْهِ فَلْيُعْتَمَدْ نَهْرٌ، وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ: وَهَذَا إلَى مَا أَفَادَهُ كَلَامُ الْفَتْحِ مِنْ عَدَمِ صِحَّةِ تَقَلُّدِ الْقَضَاءِ مِنْ كَافِرٍ عَلَى خِلَافِ مَا مَرَّ عَنْ التَّتَارْخَانِيَّة، وَلَكِنْ إذَا وَلَّى الْكَافِرُ عَلَيْهِمْ قَاضِيًا وَرَضِيَهُ الْمُسْلِمُونَ صَحَّتْ تَوْلِيَتُهُ بِلَا شُبْهَةٍ تَأَمَّلْ، ثُمَّ إنَّ الظَّاهِرَ أَنَّ الْبِلَادَ الَّتِي لَيْسَتْ تَحْتَ حُكْمِ سُلْطَانٍ بَلْ لَهُمْ أَمِيرٌ مِنْهُمْ مُسْتَقِلٌّ بِالْحُكْمِ عَلَيْهِمْ بِالتَّغَلُّبِ أَوْ بِاتِّفَاقِهِمْ عَلَيْهِ يَكُونُ ذَلِكَ الْأَمِيرُ فِي حُكْمِ السُّلْطَانِ فَيَصِحُّ مِنْهُ تَوْلِيَةُ الْقَاضِي عَلَيْهِمْ. (حاشية ابن عابدين ج 5 ص 368 ط السعيد)

    [16] مولانا ساجد نعماني (2017) أهمية الزكاه https://www.youtube.com/watch?v=paRwCtvpQEo

    [17] الموسوعة الفقهية الكويتية ،332/23

    إِذَا فَاضَتِ الزَّكَاةُ فِي بَلَدٍ عَنْ حَاجَةِ أَهْلِهَا جَازَ نَقْلُهَا اتِّفَاقًا، بَل يَجِبُ، وَأَمَّا مَعَ الْحَاجَةِ فَيَرَى الْحَنَفِيَّةُ أَنَّهُ يُكْرَهُ تَنْزِيهًا نَقْل الزَّكَاةِ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ، وَإِنَّمَا تُفَرَّقُ صَدَقَةُ كُل أَهْل بَلَدٍ فِيهِمْ، لِقَوْل النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ (1) . وَلأَِنَّ فِيهِ رِعَايَةَ حَقِّ الْجِوَارِ، وَالْمُعْتَبَرُ بَلَدُ الْمَال، لاَ بَلَدُ الْمُزَكِّي.

    وَاسْتَثْنَى الْحَنَفِيَّةُ أَنْ يَنْقُلَهَا الْمُزَكِّي إِلَى قَرَابَتِهِ، لِمَا فِي إيصَال الزَّكَاةِ إِلَيْهِمْ مِنْ صِلَةِ الرَّحِمِ. قَالُوا: وَيُقَدَّمُ الأَْقْرَبُ فَالأَْقْرَبُ.

    وَاسْتَثْنَوْا أَيْضًا أَنْ يَنْقُلَهَا إِلَى قَوْمٍ هُمْ أَحْوَجُ إِلَيْهَا مِنْ أَهْل بَلَدِهِ، وَكَذَا لأَِصْلَحَ، أَوْ أَوْرَعَ، أَوْ أَنْفَعَ لِلْمُسْلِمِينَ، أَوْ مِنْ دَارِ الْحَرْبِ إِلَى دَارِ الإِْسْلاَمِ، أَوْ إِلَى طَالِب عِلْمٍ (2) .

    وَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ فِي الأَْظْهَرِ وَالْحَنَابِلَةُ إِلَى أَنَّهُ لاَ يَجُوزُ نَقْل الزَّكَاةِ إِلَى مَا يَزِيدُ عَنْ مَسَافَةِ الْقَصْرِ، لِحَدِيثِ مُعَاذٍ الْمُتَقَدِّمِ، وَلِمَا وَرَدَ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ مُعَاذٌ مِنَ الصَّدَقَةِ، فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ عُمَرُ وَقَال: لَمْ أَبْعَثْكَ جَابِيًا وَلاَ آخِذَ جِزْيَةٍ، وَلَكِنْ بَعَثْتُكَ لِتَأْخُذَ مِنْ أَغْنِيَاءِ النَّاسِ فَتَرُدَّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَقَال مُعَاذٌ: مَا بَعَثْتُ إِلَيْكَ بِشَيْءٍ وَأَنَا أَجِدُ مَنْ يَأْخُذُهُ مِنِّي.

    وَرُوِيَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أُتِيَ بِزَكَاةٍ مِنْ خُرَاسَانَ إِلَى الشَّامِ فَرَدَّهَا إِلَى خُرَاسَانَ. (الموسوعة الفقهية الكويتية ج 23 ص 332 ط  دار السلاسل)

    [19] إنجريد ماتسون (2010) – الزكاة في أمريكا: الدور المتطور للجمعية الخيرية الإسلامية في تماسك المجتمع ، معهد البحيرة للإيمان والعطاء.

    [20] الطبري – تفسير الطبري،316/14

    قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندي: أن الله جعل الصدقة في معنيين أحدهما: سدُّ خَلَّة المسلمين، والآخر: معونة الإسلام وتقويته. فما كان في معونة الإسلام وتقوية أسبابه، فإنه يُعطاه الغني والفقير، لأنه لا يعطاه من يعطاه بالحاجة منه إليه، وإنما يعطاه معونةً للدين. وذلك كما يعطى الذي يُعطاه بالجهاد في سبيل الله، فإنه يعطى ذلك غنيًّا كان أو فقيرًا، للغزو، لا لسدّ خلته. وكذلك المؤلفة قلوبهم، يعطون ذلك وإن كانوا أغنياء، استصلاحًا بإعطائهم أمرَ الإسلام وطلبَ تقويته وتأييده. (جامع البيان في تأويل القرآن ج 14 ص 316 ط  مؤسسة الرسالة)

    [21] ابن تيمية – مجموع الفتاوى?

    الَّذِينَ يَأْخُذُونَ الزَّكَاةَ صِنْفَانِ: صِنْفٌ يَأْخُذُ لِحَاجَتِهِ. كَالْفَقِيرِ وَالْغَارِمِ لِمَصْلَحَةِ نَفْسِهِ. وَصِنْفٌ يَأْخُذُهَا لِحَاجَةِ الْمُسْلِمِينَ: كَالْمُجَاهِدِ وَالْغَارِمِ فِي إصْلَاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ (مجموع الفتاوى ج 20 ص 95 ط مجمع الملك فهد)

    [22] ستيفنسون جيه ، ديماك إس ، ستايل بي ، أبدي إم ، كلاركسون إل ، جامعة شيفيلد هالام (2017) - تحديات التنقل الاجتماعي التي يواجهها الشباب المسلم - لجنة التنقل الاجتماعي.

    [23] لجنة المواطنين حول الإسلام - المشاركة والحياة العامة. (2017) - تقرير المسلمين المفقودين: فتح إمكانيات المسلمين البريطانيين لفائدة الجميع – استشهد بدراسة تشاتام هاوس 2013 ، باستخدام بيانات youGov )