مُلَخَّصٌ

تمثل مسألة التحول إلى الإسلام بالإكراه على مدار التاريخ حجر الزاوية في عبارة "الانتشار بحد السيف" التي لطالما تتردد منذ عدة قرون والتي كانت ولا تزال تستهدف تشويه صورة الإسلام والمسلمين. وعلى الجانب الآخر، لا يزال العديد من المؤرخين البارزين المعاصرين يدحضون هذه العبارة، ذلك أنهم يدركون أن هناك حالات للتحول إلى الإسلام بالإكراه، ولكن - في نفس الوقت - من هذه الحالات ما هو نادر وقوعه، وما هي إلا حالات فردية، وقع بعضها في سياقات معينة، و انتهك تحريم القرآن الكريم لهذا التصرف. هذا المقال يعرض على عجالة بعض الحجج التي تنتزع المصداقية عن هذه العبارة ويتناول ثلاث حالات من التحول إلى الإسلام بالإكراه على مدار التاريخ: انتشار الإسلام في جنوب آسيا، ونظام الدفشيرمى في عهد العثمانيين، ومرسوم الأيتام للإمام يحيى في اليمن.

مقدمة

يصف المؤرخون الإسلام بأنه واحد من أحدث الأديان الرئيسية في العالم، لأنه لم يظهر إلا في أوائل القرن السابع الميلادي. في أثناء القرن الذي تُوفي فيه النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، أسس المسلمون الأوائل إمبراطورية تمتد من إسبانيا الحديثة في الغرب إلى الهند في الشرق. وقد انتهى الأمر باعتناق الإسلام كثير من شعوب تلك البلدان التي غُزيت، مما رسًخ الأسس للمجتمع الإسلامي العالمي في وقتنا الحاضر، والذي يُعتبر ثاني أكبر المجتمعات الدينية في العالم وأسرعها نمواً. [1] 
كان النجاح العددي الهائل لما اعتبره العالم المسيحي الأوروبي "دينًا شريرًا" مباغتًا للمجتمعات لعدة قرون. وكان الجواب الوحيد المعقول، الذي يجول في أذهان الكثيرين، هو أن الإسلام انتشر في البداية "بالقسوة والوحشية" المتأصلة فيه، حسبما ما قال بطرس المبجل في القرن الثاني عشر. [2] ومن هذا المنظور، يشكّل حجم ونمو المجتمع الإسلامي الحالي نتاج مسلسل للأحداث التاريخية التي "انتشرت فيها الإسلام بحد السيف".
تتبلور "الحقيقة" الأساسية في عبارة "الانتشار بحد السيف" في فكرة تحول غير المسلمين إلى الإسلام بالإكراه. هذا جزء من مجموعة "حقائق" مشكوك فيها تم إعادة توظيفها عدة مرات على مدار التاريخ. على الرغم من أن بطرس المبجل كان يشغل منصب داعية للدراسة الأكاديمية للإسلام - لغرض دحض الإسلام - إلا أنه سطر هذه الكلمات الانتقادية العنيفة في سياق الحروب الصليبية. في القرون اللاحقة، حاول المستعمرون الأوروبيون (مثل البريطانيين في الهند) إقناع رعاياهم غير المسلمين بإحسانهم من خلال مقارنة ذلك الإحسان بقسوة الإسلام التي مارسها الغزاة المسلمون الأوائل - بغض النظر عما إذا كانت هذه الصورة حقيقية أو خيالية.  [3]وهناك تبرير آخر تسوقه جماعة خلق الترهيب من الإسلام والمسلمين، وهو ما نشهده اليوم من همجية وإرهاب، وذلك من خلال طرح هذه المسألة بأنها آخر حلقة إنتشار الإسلام "بحد السيف". [4] 
بالطبع، هذه "العبارة" لا أساس لها من الصحة، فقد كانت هناك حالات معينة في تاريخ المسلمين الذين يتجاهلون التعاليم الإسلامية ويتصرفون بقسوة تجاه غير المسلمين، بما في ذلك حالات التحول إلى الإسلام بالإكراه، تماماً مثلما ارتكبه أعضاء طوائف أخرى من شرور (على سبيل المثال، الحروب الصليبية، محاكم الاستجواب الإسبانية) التي خرقت مبادئ دينها، ويسعى غيرهم من الأفراد والجماعات عديمي الضمير إلى توظيف أي عقيدة أو إيمان لخدمة أغراضهم السياسية، ويجب التحقيق في كل حدث مماثل وإدانته على نطاق واسع. ولكن بالنظر إلى مجموعة مختارة من الحوادث والانتقال إلى الاستنتاج الاختزالي الشامل بأن الإسلام "انتشر بحد السيف" - دون تحليل المتغيرات العديدة التي تشكل مسار الأحداث في كل حالة على حدة – فذلك فعل مشين وخيانة للأمانة الفكرية وعقبة أمام الفهم والتصالح. هذا المقال يوجز بعض الحجج التي ساقها المؤرخون للطعن في عبارة "الانتشار بحد السيف"، وعلى وجه الخصوص، مسألة التحول إلى الإسلام بالإكراه على مدار التاريخ.

آراء المؤرخين

إن عبارة "انتشار الإسلام بحد السيف" مرجعها إلى الحروب الصليبية، بل ظلت هي حجر الزاوية للمجادلات الانفعالية التي كان يثيرها المسيحيون الأوروبيون ضد الإسلام منذ قرون، ثم اقتنصها مستشرقون في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، مثل السير ويليام موير،  [5]وكثير منهم - كمسؤولين استعماريين بريطانيين أو مبشرين مسيحيين نشطين - ممن كانوا في وضع يمكّنهم من الاستفادة من تشويه الإسلام أمام غير المسلمين. قام المستشرقون ببلورة التاريخ الشفوي التقليدي الموجود مسبقًا، أو خلطوا التاريخ بالأساطير، وإضفاء الشرعية عليه، من خلال استخدام مصطلح ويليام ماكنيل [6]― - وحتى يقوموا بذلك، ترجموا [الذاكرة التاريخية] من أساطير إلى حقائق مختلطة بمواقف علمية بحتة".[7] 
ومع ذلك، وحتى فيما بين صفوف المستشرقين، كان منهم، مثل السير توماس أرنولد ودي لاسي أوليري، من كان يقتص من قصص التحول إلى الإسلام بالإكراه. في عام 1923، قال أوليري إن "أسطورة المسلمين المتعصبين الذين يجتاحون العالم ويفرضون الإسلام بالإكراه على من يغزونهم هي واحدة من أكثر الأساطير سخافة بشكل لا يصدَّق والتي لا يزال المؤرخون يكررونه على نحو أكثر من ذي قبل".[8]
وقد عبّر المؤرخ الشهير مارشال هودجسون، في كتابه الرائد "مشروع الإسلام"، عن نفس الموقف. [9] في الآونة الأخيرة، قال إيرا لابيدوس في كتابه "تاريخ المجتمعات الإسلامية" إن "العلماء الأوروبيون كانوا يعتقدون إن حالات التحول إلى الإسلام قد وقعت بحد السيف وأن الشعوب التي تم احتلالها خُيرت ما بين التحول إلى الإسلام أو الموت. ويتضح الآن أن التحول بالإكراه - رغم أنه غير معروف في البلدان الإسلامية - كان نادر الحدوث في الحقيقة، فقد كان الغزاة المسلمون يرغبون في الهيمنة بدلاً من التحول إلى الإسلام، وكانت معظم حالات التحول إلى الإسلام طوعية".  [10] إضافة إلى المؤرخين الذين تم الاستشهاد بهم في هذا المقال، كان جمال مالك وجوناثان بيركي وكيفن باريت من بين العديد من المؤرخين الآخرين الذين دحضوا عبارة "الانتشار بحد السيف" وطعنوا فيها. [11]

"لا إكراه في الدين"

إن فكرة أن حالات التحول إلى الإسلام بالإكراه كانت نادرة وفردية على مدار التاريخ ليست مفاجئة لأولئك الذين يعرفون مبدأ القرآن الكريم في ذلك: "لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ" (2: 256). [12]يقول المفسر الشهير للقرآن الكريم، ابن كثير (تُوفي 1373)، في تفسيره لهذه الآية "لا تكرهوا أحدا على الدخول في دين الإسلام فإنه بين واضح جلي دلائله وبراهينه لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه". [13] يتحمل المسلمون مسؤولية جماعية عن تشر رسالة الإسلام، لكن الطريقة المعيارية للقيام بذلك قد وصفها القرآن الكريم بوضوح "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ". (16: 125).
حتى في حالات الحرب التي يعاقب عليها الإسلام، كان من المفترض أن تمنح الجيوش الإسلامية لغير المسلمين خيار "التحول إلى الإسلام"؛ أو دفع الجزية وقبول الذمية؛ أو خوض ويلات الحرب. فإذا اختار الخصوم الخيار الأخير وخسروا بعد ذلك، فإنهم يتعرضون لنزع الملكية، أو الاستعباد، أو حتى الموت.  [14]وعلى الرغم من ذلك، لا يجوز إكراههم على الدخول في الدين". أما الخيار الثاني، فقد وصفه بات يؤور بعبارة "ذميون"، [15] حيث ذهب يؤور وآخرون بأن شرط دفع الجزية وتحميل وصف الذمي كانا شكلين من أشكال "الإكراه في الدين"، وقد طعن مؤرخون بارزون في موقف يؤور، بمن فيهم برنارد لويس - الذي لا يمكن اتهامه بشكل معقول بـ "التحريفية الاعتذارية"، اعتبارًا لوجهات نظره الخاصة في سياقات أخرى بعيدة عن كونها "مادحة للمسلمين" - وتشيس روبنسون. [16] 
كان نظام الذمة "متوافقًا مع العرف السائد في جميع مجتمعات العصور الوسطى، حيث كانت المجتمعات الدينية غير المسيطرة معنية"، وعلى سبيل المقارنة، "لا ريب في أن تاريخ الذمة يُقارن بشكل إيجابي مع معاملة غير المسيحيين في أوروبا خلال معظم حقبة ما قبل العصر الحديث". [17]على الرغم من أن هناك أمثلة مؤكدة على إساءة استخدام هذا النظام - مثل الحاكم بأمر الله الفاطمي (رضي الله عنه) (996-1021)[18]- إلا أنها حالات نادرة و "تحدث في كثير من الأحيان في الجهات الخارجية للعالم الإسلامي، خاصة في وجود خطر ملح قادم من الخارج".  [19] 

التاريخ الإسلامي المبكر

إن المعاهدة الشهيرة بين صفرونيوس، بطريرك القدس، والخليفة الثاني للمسلمين، عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) (تُوفي 644)، تعطينا مثالاً على اتفاق الذمة الذي تم بموجبه حظر التحول إلى الإسلام بالإكراه صراحةً:
هذا ما أعطى عبد الله أمير المؤمنين عمر، أهل القدس من الأمان، أعطاهم أمانًا لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم ولصلبانهم ومقيمها وبريئها وسائر ملتها، إنها لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حدها ولا من صلبانهم، ولا شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم..." [20] 
"إن عمر على وجه العموم هو أحد أكثر الخلفاء المسلمين صرامة، وخلال عهده، كانت القدس مدينة ذات أهمية كبيرة بالنسبة للمسلمين. لذا، لنا أن نتوقع أنه إذا كان المسلمون الأوائل حريصين على إكراه غير المسلمين على الدخول في الإسلام، فإن عمر بالتأكيد لم يجعل القدس استثناءً من ذلك. وهناك أمثلة مماثلة منتشرة عبر التاريخ الإسلامي، مثل الاتفاقية المبرمة في عام 713 بين عبد العزيز بن موسى وتُدمر بأن "هؤلاء [أي أتباع وتُدمر في إسبانيا] لن يُكرهوا على أمور الدين ولن تحرق كنائسهم ولن تؤخذ منهم مقدساتهم... " [21] 
كان ذلك جزئيًا نتيجة هذه الحماية لأنه "على مدى قرنين من الزمان كانت أغلبية سكان الإمبراطورية الإسلامية على الأقل من غير المسلمين". [22]علاوة على ذلك، وفقاً لهيو كينيدي، كان التحول إلى الإسلام بالإكراه "شبه مستحيل" بعد الفتوحات الإسلامية الأولى، حيث كان المسلمون أقلية في المناطق التي غزوها حديثًا - ربما مثلّوا حوالي 10٪ من السكان في مصر و 20٪ في العراق. "ففي ظل هذه الظروف، كان إكراه غير الراغبين في التحول أمرًا غير وارد." [23]
في المناطق التي غزاها المسلمون بحلول عام 732 (أي في القرن الأول بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم)، لم يصبح الإسلام دين الأغلبية حتى 850-1050، فعلى سبيل المثال، تم غزو فجميع أنحاء إيران تقريباً بحلول عام 705؛ ومع ذلك، فقد أظهر بحث تجريبي أجراه ريتشارد بوليت أنه في منتصف القرن التاسع فقط بلغ عدد المسلمين في إيران 50٪ من سكانها، واستغرق الأمر حوالي قرن آخر حتى يبلغ 75٪.[24]وكما أشار بعض المؤرخين، "إذا كان التحول إلى الإسلام بالإكراه هو الدافع وراء الغزوات، فقد كان ذلك فشلًا ذريعًا". [25]
حتى أنه قيل أن العديد من الحكام المسلمين، بعيداً عن إكراه غير المسلمين على التحول إلى الإسلام، كانوا يمارسون الحكم على غير المسلمين وجمع الجزية منهم. وكان أحد أسباب ذلك هو أن الزكاة كان يُعاد توزيعها داخليًا على المناطق، ولا يجوز استخدامها إلا بطرق معينة، ولكنّ الجزية كانت تُرسل إلى الخزينة المركزية في العاصمة، وتدُفع نقدًا، ويجوز استخدامها وفقًا لتقدير الحاكم. [26] 
هناك حالة واحدة ذات صلة، حيث عزل فيها الخليفة عمر بن العزيز الجرَّاح بن عبد الله الحكميّ الوالي الأموي (تُوفي 730) عن إمرة خراسان، لأنه كان يأخذ الجزية ممن أسلم من الكفار، ويقول: أنتم إنما تسلمون فِرارًا منها. فامتنعوا من الإسلام، وثبتوا على دينهم، وأًدًوا الجزية. فعزله عمر وكتب إليه: إن الله إنما بعث محمد صلى الله عليه وسلم داعيًا، ولم يبعثه جابيًا".[27] 
ربما يلاقي التحول إلى الإسلام إحباطًا قويًا لأسباب أخرى وبطرق أخرى، ومثال ذلك هو حيدر بن كاوس (تُوفي 841)، وهو قائد عسكري من قادة جيش الخليفة المعتصم بالله وحاكم إمارة صغيرة في آسيا الوسطى تسمى أشروسنة، على الرغم من أنه كان مسلماً، إلا أنه أبرم اتفاقاً مع رعاياه غير المسلمين بمنع الدعوة داخل أشروسنة، وقد أوفى بوعده، وعاقب اثنين من المسلمين لمخالفة أوامره. لكنه بعد ذلك حوكم في محكمة المعتصم بالله. [28] 
بالتأكيد كانت هناك حالات للتحول إلى الإسلام بالإكراه على مدار التاريخ، لكن هذه الحالات كانت في معظمها أكثر تعقيدًا وتباينًا عن تلك العبارة المفتعلة الاختزالية المضللة "الانتشار بحد السيف". فدعونا نلقي نظرة موجزة على بعض الأمثلة، مع الأخذ في الاعتبار أن هناك العديد من الأمثلة الأخرى التي ينبغي التحقيق فيها بتوخي العناية الواجبة، وإذا لزم الأمر، وبقدر الإمكان، يجب أن تدفع المجتمع المسلم إلى اتخاذ إجراءات تصحيحية معقولة.

دراسة حالة: جنوب آسيا

لعل أكثر الأمثلة انتشاراً على نطاق واسع للتحول إلى الإسلام بالإكراه على مدار التاريخ تُستمد من جنوب آسيا. في عام 1935، أكد المؤرخ الأمريكي ويل ديانت أن "الغزو المحمدي للهند هو على الأرجح أكثر القصص دموية في التاريخ"، موضحًا أن "ملايين الهندوس تحولوا إلى الإسلام بحد السيف خلال هذه الفترة" (أي 800-1700 م). [29] (من المثير للدهشة أيضًا، أن ديورانت قال أيضًا "إن معظم التاريخ درب من التخمين، والباقي تحيز وتحامُل"). [30] وقد حظي هذا الموقف بقبول ملحوظ من المؤرخين المستشرقين البريطانيين (أمثال هنري إليوت) في الهند في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وقد تم اقتباسه وتطور على أيدي المؤرخين القوميين أو حتى المتعاطفين مع هندوتفا (النزعة الهندوية) مثل ر. سي ماجومدار وكوينراد إليست. [31] 
بالإضافة إلى ذلك، هناك آخرون متخصصون في هذا المجال ممن تناولوا الميول والنزعات الإشكالية لهنري إليوت وكوينراد إليست وغيرهم من المؤرخين الذين اتبعوا هذا النمط من التفكير. [32]ومع ذلك، كانت أكثر مواطن الضعف أهمية في هذا الموقف، كما أشار بيتر هاردي، هي أن "الإكراه" و "التحول" ليسا لهما تعريف محدد على الإطلاق، مما يجعل المرء يفترض أن مجتمعًا بأكمله قد يغير هويته الدينية تمامًا "ببساطة لأنه وجد السيف موجهًا إلى عنقه."  [33] وعلى غرار ذلك، ذهبت روينا روبنسون إلى أن "الحجة القائلة بأن الإسلام في الهند انتشر في كل مكان بـ" الإكراه" أو"حد السيف" تكاد تكون مبتذلة إلى حد كبير حتى يتم التمسك بها، ناهيك عن كونها في معظم الحالات غير صحيحة بشكل جلي". [34]
علاوة على ذلك، أشار يوهانان فريدمان إلى أن العبارات الموجودة في المصادر التاريخية الفارسية التي استخدمها إليوت وأتباعه كدليل داعم لموقفهم غامضة ويمكن تفسيرها بطرق شتى. على سبيل المثال، عبارة "أنهم يخضعون للإسلام"، قد تشير إلى "دين الإسلام"، أو "الدولة الإسلامية"، أو "جيش الإسلام"، وأن القراءة السياقية تدعم أحد التفسيرين الأخيرين.[35] ومن ثم، فإن العبارة التي تعني أن مجموعة ما تخضع لجيش إسلامي بالإكراه – ربما بسهولة - وربما عن قصد - ربما تُحرّف على أنها تعني أن هذه المجموعة تعرضت للإكراه أو الضغط للإذعان لدين الإسلام.
يشير ريتشارد إيتون إلى أنه إذا كان موقف الانتشار بحد السيف دقيقًا فإن "المرء يتوقع أن تلك المناطق الأكثر عرضة للحكم من قِبل الأسر الحاكمة المسلمة وعلى مدى فترات أطول - أي تلك الأكثر تعرضًا بشكل كامل "لحد السيف" - ستضم أكبر عدد من المسلمين". ومع ذلك، وفقًا لإحصاء باكر موثوق به، كان عدد المسلمين في بنجاب والبنغال (70-90 ٪)، حيث خضع كليهما تاريخيًا للحكم الهندي المسلم، أكبر بكثير مما كان عليه في سهل الغانج (10-15 ٪)، معقل الحكم الإسلامي. [36]وتشير روينا روبنسون إلى أن إيتون قد ذهب أيضًا بشكل مقنع إلى أن "الإسلام انتشر بين المزارعين البنغاليين خلال فترة كان فيها الحكام [المسلمين] يعارضون التحول إلى الإسلام". [37]

دراسة حالة: نظام الدفشيرمى في الإمبراطورية العثمانية

يمثل نظام الدفشيرمى التابع للعثمانيين مثالًا آخر على التحول إلى الإسلام بالإكراه. في ظل هذا النظام، كان الأولاد الصغار المسيحيون يؤخذون بشكل منظم من أسرهم، ويتم تحويلهم إلى الإسلام وتدريبهم على الخدمة في بيروقراطية الإمبراطورية أو في القوات العسكرية الشخصية التابعة للسلطان (القوات الإنكشارية). ومع ذلك، كان هذا النظام نفسه في الأغلب "يمنح الأقليات الدينية إمكانية الوصول غير المقيد إلى أعلى المناصب الحكومية". [38] وهناك مثال على ذلك، هو سوكولو محمد باشا (تُوفي 1579)، سلاف من البوسنة، نشأ في النظام البيروقراطي ليصبح الصدر الأعظم للدولة، وهو منصب استطاع من خلاله أن يدعم المجتمع المسيحي في البوسنة، على الرغم من أنه هو نفسه ظل مسلمًا. [39] 
وهكذا، فإن نفس نظام الدفشيرمى ذاته الذي قام بإكراه غير المسلمين على التحول إلى الإسلام كان في بعض الأحيان يؤدي دورًا ما في الحفاظ على المجتمعات غير المسلمة وحمايتهم من التحول الجماعي بالإكراه، وقد يشكل ذلك تفسيرًا جزئيًا للسبب الكامن وراء التباطؤ الشديد للتحول إلى الإسلام في بعض أجزاء من الدولة العثمانية. فعلى سبيل المثال، اُحتلت المنطقة التي تشكل ما يسمى اليوم بألبانيا الحديثة من قِبل العثمانيين تدريجيًا على مدار القرن الخامس عشر، لكن التحول إلى الإسلام لم يكن قد بدأ بعد نحو 200 عامًا. [40]

دراسة حالة: "مرسوم الأيتام" في اليمن

هناك حالة أخرى من حالات التحول إلى الإسلام بالإكراه في التاريخ الإسلامي، مرسوم الأيتام الصادر من الإمام يحيى المتوكل (تُوفي 1948) في أوائل القرن العشرين. بعد الحرب العالمية الأولى، أقرت الإمبراطورية العثمانية المتداعية يحيى خليفة لها في اليمن. ثم رفع يحيى شكوى إلى "اليمن الكبرى"، التي كانت أجزاء منها يحكمها البريطانيون أو منافسو يحيى السياسيين. وبصفته زعيماً لجماعة الزيدي، أعاد إدخال القانون الزيدي، الذي تضمن جزء منه "مرسوم الأيتام" الذي يفرض على حكومته تحويل الأطفال اليهود اليتامى إلى الإسلام بالإكراه. [41]
ومع ذلك، لو نظرنا من كثب إلى حالة "مرسوم الأيتام"، لوجدنا أنه على الرغم من أن الإمام يحيى هو نفسه من أصدر المرسوم، إلا أنه غض الطرف عن تهريب الأيتام اليهود من اليمن لتجنب التحول إلى الإسلام، وفي بعض الأحيان كان يسهّل هذه العملية.[42] إن اليهود الفارين من اليمن بالغوا في عدد الأطفال الذين أُكرهوا على التحول إلى الإسلام في محاولة لكسب التعاطف بهدف مساعدة المزيد من الأطفال اليهود على الفرار. [43] ومع ذلك، ساعد الحراسُ العديدَ من الأطفال اليهود على الفرار إلى ولاية الإمام يحيى بدلاً الفرار منها، ووجدوا ملجأً في النظام ذاته الذي كان في ظاهره يميل إلى اكراههم على التحول إلى الإسلام. [44] 
من جانب الإمام يحيى، فقد نفذ المرسوم بشكل انتقائي، وليقوم بذلك، كشف عن السبب الرئيس لسن المرسوم: فقد كانت علاقته محدودة بالرغبة في إكراه رعاياه اليهود على التحول إلى الإسلام، ولكن العلاقة كانت تكمن في تأكيد سلطته في ظل بيئة سياسية غير مستقرة في اليمن ما بعد الحرب العالمية الأولى.[45] على الرغم من أن العرض الاختزالي لمرسوم الأيتام قد يجعله بشكل مباشر أحد حالات "الانتشار بالإكراه" بين يهود اليمن، إلا أنه الجدير بالذكر أن المصادر اليهودية تصف الإمام يحيى بشروط محابية للغاية. [46] وفي ذات الوقت، "تتناول مؤلفات يهودية يمنية تحويل الأيتام اليهود إلى الإسلام بالإكراه بشكل صريح، لكنها تحجم عن ذِكر حالات التحولا الطوعية". [47] 

الـخـلاصـة

تعرض دراسات الحالات السابقة أمثلة على التحول إلى الإسلام بالإكراه على مدار التاريخ، ففي حالة جنوب آسيا، هناك أسباب كافية للاعتقاد بأن بعض حالات التحول إلى الإسلام بالإكراه يحتمل وقوعها بالفعل. وربما يُوظف أي من هذه الحالات بسهولة في تبرير عبارة "انتشار الإسلام بحد السيف" التي يبلغ عمرها 800 عامًا. ومع ذلك، فإن التحقيق السريع في كل حالة من شأنه أن يكشف عن تفاصيل تحث الاعتقاد بأنه لا يمكن استخدامها لتبرير أي من هذه الحالات، ولكنها ربما - بل ويجب - أن تذكرنا بأن الأحداث التاريخية نادرة وبسيطة للغاية حتى نصدقها بالمرة.
حتى معظم المدافعين عن هذه العبارة يجب أن يدركوا أن الواقع أكثر تعقيدًا من ذلك. وحتى عندما كان بطرس المبجل يحاج بأن "بقسوة ووحشية" المسلمين هي السبب الوحيد المحتمل لانتشار الإسلام، فقد طلب ذات مرة من أحد زملائه خفية أن يصيغ تفنيدًا للتعاليم الإسلامية "للنظر فيها وعرضها على ضعاف العقيدة من أعضاء الكنيسة، الذين عادةً ما كانوا يُضللون أو حتى يسهل تغفيلهم بالحجج الواهية"، [48] ويتضح من ذلك أن بيتر كانت لديه أدلة على أن بعضًا من غير المسلمين على الأقل كانوا يستجيبون للدعوة الإسلامية.
في هذا المقال، عمدت إلى استخدام أقل عدد من الأمثلة على الانتشار السلمي للإسلام في العديد من المناطق في العلم- على الأقل في مرحلة ما من التاريخ. فعلى سبيل المثال، في جنوب شرق آسيا وغرب أفريقيا، وهما منطقتان من المناطق التي يوجد فيها أكبر عدد من المسلمين في العالم اليوم، لم يتعرض أي منهما إلى حد كبير للإكراه من قِبل المسلمين. [49] 
كما تعمدت ضرب تلك الأمثلة لأن الغرض من هذا المقال ليس إغفال حقيقة أنه من المرجح أن تكون هناك حالات حقيقية على التحول إلى الإسلام بالإكراه على مدار التاريخ، ولكن قد تكون هذه الحالات نادرة، أو فردية، ومخالفة لتوجيهات القرآن الكريم، كما تناولنا آنفًا، ولكن ذلك بالتأكيد لا يعني أنها لم تحدث أو أننا يمكن أن نغض الطرف عنها.
في حقيقة الأمر، فإن الرسالة الأساسية لهذا المقال على عكس ذلك تمامًا، فحري بنا أن نتوقف عن إغفال التاريخ بالانخراط في روايات سطحية (وشيطانية في أغلب الظن) مثل عبارة أن "الإسلام انتشر بحد السيف" أو أن المجتمعات المسلمة الباكرة كانت مثالية جوفاء أو أن السيف لم يؤدي دورًا في انتشار الإسلام. [50] كل ذلك درب من الأساطير، ذلك أن الحقيقة تكمن في مكان ما في المنطقة الرمادية المشوشة بينها؛ وهي منطقة رمادية ينبغي على يقظي الضمير والباحثين عن الحقيقة أن يشمروا عن سواعدنا حتى يتسنى لنا كشفها بجد ومثابرة.

[1] كونراد هاكيت ومايكل ليبكا، "لماذا يعتبر المسلمون الطائفة الدينية الأسرع نمواً في العالم"، 6 أبريل 2017، http://www.pewresearch.org/fact-tank/2017/04/06/why-muslims-are-the-worlds-fastest-growing-religious-group/

[2] كارين أرمسترونج، "لا يمكننا تحمل هذا الإجحاف القديم ضد الإسلام"، الجارديان، 18 سبتمبر 2006،https://www.theguardian.com/commentisfree/2006/sep/18/religion.catholicism

[3] باربرا ميتكالف، "قليل جداً وكثيرًا جداً: تأملات حول المسلمين في تاريخ الهند، "مجلة الدراسات الآسيوية 54، رقم 4 (1995): 953-54.

[4] انظر، على سبيل المثال، روبرت سبنسر، الدليل السياسي غير الصحيح للإسلام (والحروب الصليبية) (واشنطن العاصمة: (ريجنري للنشر، 2005)، 107-17.

[5] وليام موير، الخلافة: نشأتها وتراجعها وسقوطها (لندن، 1898؛ طبع بيروت: خياط، 1963)، 45

[6] وليام ه. مكنيل، "خلط التاريخ بالأساطير، أو الحقيقة، الأسطورة، التاريخ والمؤرخون"، في نشرة The American Historical Review، إصدار 91، رقم 1 (1986): 8.

[7] أماليندو ميزرا، الهوية والدين: أساس معاداة الإسلام في الهند (نيودلهي: سيج للنشر، 2004)، 223.

[8] دي لاسي أوليري، الإسلام عند مفترق الطرق (نيويورك: إي. بي. دتون آند كو، 1923)، 8.

[9] مارشال ج. هودجسون، مشروع الإسلام، المجلد الأول: الحقبة الكلاسيكية للإسلام (شيكاغو: مطبعة جامعة شيكاغو 1974)، 199.

[10] إيرا م. لابيدوس، تاريخ المجتمعات الإسلامية (نيويورك): مطبعة جامعة كامبريدج، 1985)، 271.

[11]جمال مالك، الإسلام في جنوب آسيا: تاريخ قصير (ليدن: بريل، 2008)، 183؛ جوناثان بيركي، تكوين الإسلام: الدين والمجتمع في الشرق الأدنى، 600-1800 (نيويورك: مطبعة جامعة كامبريدج)، 162؛ كيفن باريت، "هل الإسلام معقول؟"، في وجهات نظر معقولة حول الدين، (المؤلف) ريتشارد كورتيس (بليموث، المملكة المتحدة: دار Lexington Books للنشر، 2010)، 204.

[12] إن جميع الاستشهادات المستمدة من القرآن الكريم في هذا المقال مأخوذة من كتاب مصطفى خطاب، القرآن المبين: الترجمة الموضوعية لخاتم الرسالات السماوية باللغة الإنجليزية (لومبارد، إلينوي: مؤسسة Book of Signs Foundation، 2016).

[13]إسماعيل بن كثير، تفسير ابن كثير (الجزء 2) (نيويورك: دار السلام للنشر، 2003)، 30.

[14] مايكل بونر، الجهاد في التاريخ الإسلامي: العقائد والسنن (برينستون، نيو جيرسي: مطبعة جامعة برينستون, 2006)، 90.

[15] بات يؤور: الإسلام والذمية حيث تتصادم الحضارات، ترجمة ميريام كوشان وديفيد ليتمان (ماديسون / تينيك، نيو جيرسي: مطبعة جامعة فيرلي ديكنسون، 2002)، 50.

[16] برنارد لويس، "معاداة السامية الجديدة"، الباحث الأمريكي 75، رقم. 1 (2006)، https://theamericanscholar.org/the-new-anti-semitism تشيز ف. روبينسون "دراسة تراجع المسيحية الشرقية في ظل الإسلام، من الجهاد إلى الذمية: القرن السابع والعشرون بقلم بات يؤور، ميريام كوشان، ديفيد ليتمان"، نشرة جمعية دراسات الشرق الأوسط 31، رقم 1 (1997): 9.

[17]بونر، الجهاد في التاريخ الإسلامي، 91.

[18] ميلكا ليفي روبن "دليل جديد يتعلق بعملية الأسلمة في فلسطين في صدر الإسلام: موضوع السامرة، مجلة التاريخ الاجتماعي والاقتصادي للشرق 43، رقم 3 (2000): 263.

[19]بونر، الجهاد في التاريخ الإسلامي، 91.

[20] هيو كينيدي، الفتوحات العربية الكبرى: كيف غيّر انتشار الإسلام العالم الذي نعيش فيه (فيلادلفيا، بنسلفانيا: دي كابو بريس، 2007)، 91.

[21] المرجع نفسه، 315.

[22] ويليام كليفلاند ومارتن بنتون، تاريخ الشرق الأوسط الحديث (الإصدار الرابع)، ويستفيو بريس، 2009)، 14.

[23]هيو كينيدي، "هل انتشر الإسلام بحد السيف؟: "الفتوحات الإسلامية الباكرة"، "مؤتمر يال حول الدين والعنف (جامعة يال، نيو هيفن، كونيتيكت ، 16 فبراير 2008).

[24]ريتشارد دبليو بوليت، "التحول إلى الإسلام وظهور مجتمع مسلم في إيران"، في التحول إلى الإسلام، (المؤلف) نيحميا ليفتزيون (نيويورك): هولمز وماير للنشر، 1979)، 36

[25]ريتشارد س. مارتن، "التحول إلى الإسلام عن طريق الدعوة"، في مشاركة الكتاب: وجهات نظر دينية حول حقوق وأخطاء الهداية، المؤلفان: جون ويت جونيور، وريتشارد س. مارتن (يوجين، أوريغون: ويف آند ستوك ببلشرز، 2008)، 103.

[26] هيو كينيدي، "هل انتشر الإسلام بحد السيف؟:

[27] إسماعيل بن كثير، البداية والنهاية، المحقق: عبد الله بن عبد المحسن التركي (القاهرة): الناشر: دار هجر، 1997)، 667:12.

[28] كينيدي، "هل انتشر الإسلام بحد السيف؟"

[29]ويل ديورانت، قصة الحضارة: تراثنا الشرقي (نيويورك: سيمون وشوستر، 1935)، 459

[30]المرجع نفسه، 12.

[31]سوديشنا جوها، مناقشة الأدلة: التاريخ، وعلم الآثار، والحضارة الهندية"، الدراسات الآسيوية الحديثة 39، رقم. 2 (2005): 403.

[32] انظر، على سبيل المثال، ديريل ن. ماكلين، الدين والمجتمع في بلاد السِند العربية (ليدن: بريل، 1989)، 25-27.

[33]بيتر هاردي، "التفسيرات الأوروبية والإسلامية الحديثة للتحول إلى الإسلام في جنوب آسيا: "دراسة أولية للآداب"، مجلة الجمعية الملكية الآسيوية لبريطانيا العظمى وإيرلندا 2 (1977): 185 ؛ استمد الاستشهاد في نهاية هذه الجملة من النقاش حول موقف هاردي في ريتشارد م. إيتون، ظهور الإسلام وحدود البنغال، 1204-1760 (بيركلي: مطبعة جامعة كاليفورنيا،  1993)، 114.

[34] روينا روبنسون، "طرق التحول إلى الإسلام"، في التحول الديني في الهند: الطرق، والدوافع، والمعاني، (المؤلفان: روينا روبنسون وساتياناثان كلارك (نيودلهي: مطبعة جامعة أكسفورد, 2003)، 23.

[35]يوهنان فريدمان "مساهمة في التاريخ الإسلامي الباكر في الهند"، في "دراسات إحياء لذكرى جاستون ويت"، (المؤلف) ميريان روزن أيالون (القدس: معهد الدراسات الآسيوية والأفريقية، 1977)، 322.

[36] إيتون، ظهور الإسلام وحدود البنغال، 115.

[37]روبنسون، "طرق التحول إلى الإسلام"، 26.

[38] إبراهيم كالين، "الإسلام والسلام: استبيان لمصادر السلام في الشريعة الإسلامية"، الدراسات الإسلامية 44، رقم 3 (2005): 347.

[39]المرجع نفسه، 348.

[40]تيجانا كرستيتش. تحولات إلى الإسلام متنازع عليها: روايات التغيير الديني في أوائل الدولة العثمانية الحديثة (ستانفورد، كاليفورنيا): مطبعة جامعة ستانفورد، 2011)، 21.

[41] آري آرييل، "إعادة النظر في موقف الإمام يحيى من تحويل الأيتام اليهود في اليمن إلى الإسلام بالإكراه"، شوفار: مجلة الدراسات اليهودية متعددة التخصصات 29، رقم. 1 (2010)، 97.

[42]المرجع نفسه، 103.

[43]المرجع نفسه، 99.

[44]المرجع نفسه، 103.

[45]المرجع نفسه، 111.

[46]المرجع نفسه.

[47]باتيزون إيراكي كلورمان، "المجتمع المسلم كبديل: اليهود المتحولون إلى الإسلام، "الدراسات الاجتماعية اليهودية 41، رقم 1 (2007): 90.

[48] أ. جيه. فوري، التحول الغربي إلى الإسلام (أواخر القرن الحادي عشر إلى أواخر القرن الخامس عشر)، تراديتيو 68 (2013): 154.

[49] انظر، على سبيل المثال، لامين سانيه، ما وراء الجهاد: الطرق السلمية في إسلام غرب إفريقيا (نيويورك، مطبعة جامعة أكسفورد، 2016)، بما في ذلك مناقشة حول حالة مؤكدة للتحول إلى الإسلام بالإكراه في غانا، والتي لم تحدث على الأرجح (ص 284).

[50] هنالك على سبيل المثال، هيو كينيدي ("هل انتشر الإسلام بحد السيف؟")، يقدم نقطة انطلاق بسيطة ولكنها أكثر فائدة بالنسبة لتحقيقنا: "لم ينتشر الإسلام بحد السيف، لكنه من دون السيف لم يكن لينتشر".